التوابع
التوكيد
مفهوم التوكيد
أسلوبٌ ُلغويٌّ تُستعملُ فيه ألفاظٌ مخصوصةٌ من أَجلِ تثبيتِ معنىَ معينٍ في نفس السامع أو القارئ ، وإزالةِ ما يساورهُ من شكوكٍ حَوَلهُ.
مثل: سَمعْتُ الأذانَ ، الآذان
و : حَفظْتُ السّورَة كلَّها
نوعا التوكيد : التوكيد اللفظي والتوكيد المعنوي
التوكيد اللفظي والذي يُلجأ فيه إلى تثبيت المعنى لدى المتلقي عن طريق إعادةِ ذِكْرِ المُؤَكّدِ بلفظِهِ أو بمرادفِهِ، سواءٌ أكان المرادُ تأكيدهُ اسماً ظاهراً أم ضميراً أم فعلاً أم حرفاً أم جملةً مثل:
رأيت سميراً سميراً : حيث أُعيدِ ذِكْرُ الاسمِ المؤكّدِ بلفظه
قامَ وَقَفَ الجالس ُ: حيث أُعيدَ ذِكْرُ الفعلِ المُؤكّدِ بذكر مُرادِفِهِ
ذهبتَ أنتَ : حيث أُعيد ذكرُ الضميرِ المُؤكّدِ المتصلِ بذكر ضميرِ منفصلٍ
عُدْنا نحن : حيث أُعيدَ ذِكْرُ الضميرِ المُؤكّدِ المُتَصِلُِ بذكِر ضميرٍ منفصلٍ
نَزَلَ، َنزَلَ المطر: حيث أُعيدَ ذكرُ الفعلِ المُؤَكدُّ بلفظه
لا، لا أوافق : حيث أُعيدَ ذِكْرُ الحرفِ المُؤَكَّدِ بلِفِظِه
إياكَ ، إياكَ والنفاقَ : حيث أعيد ذكر الضمير المنفصل المؤكد
حَضَرَ الغائبُ ، حَضَرَ الغائبُ : حيث أُعيدَ ذِكْرُ الجملةِ المُؤِكّدةِ المُكَوّنِةِ من الفعلِ والفاعل
التوكيد المعنوي(1)
التوكيد المعنوي وفيه يُلجأ إلى استعمال ألفاظٍ مُحَدّدةٍ من أجلِ تثبيتِ المعنى: وهذه الألفاظ هي: (نَفْسُ وعَيْنُ وجميعُ وعامة وكلٌ وكلا وكلتا) مضافة إلى ضمير يلائم المؤكد وغيرها.
تستعمل (نفس وعين) لدفع الاحتمال عن وجودِ شكٍّ حَوّلَ المُؤكّدٍ، مثل: وصَلِ رائِدُ الفضاءِ إلى القمرِ نفسِه : فقد رَفَعت كلمةُ (نفسه) الاحتمالَ عن وصولِ رائدِ الفضاءِ إلى مدارِ القمرِ، أو قربِه، وَوَجّهَت المعنى إلى وصولِهِ إلى كُتْلةِ القمرِ ذاتِها.
وقولنا :
*وصل رَائدُ الفضاءِ إلى القمر عينهِ *تَرَأَسَ القاضي نَفْسُهُ محاكمةَ المتّهم
*ترأس القاضيان أنفسُهما محاكمةَ المتّهم *ترأس القضاةُ أنفسُهم محاكمةَ المتهم
*أكرمت المعلمةَ عينَها *أكرمت المعلمتينِ أعيُنَهما*أكرمت المعلماتِ أعينَهُنَّ *سلمت على الأميرِ عينِه
*سلمت على الأميرين أعْيُنِهِما *سلمت على الأمراءِ أَعينِهم
هذا ويجوز أن يجر التوكيد بالنفس والعين بحرف الجر الزائد مثل:
*ترأس القاضي بِنْفسِهِ محاكمة المتهم *رأيت المحافظ بعيِنِه يساهم في حملةِ النظافة
حيث تعرب (بنفسه) على أنها مجرورة لفظا بحرف الجر الزائد، في محل رفع توكيد للفاعل. وتعرب (بعينه) اسما مجروراً لفظا بحرف الجر الزائد، في محل نصب توكيد. ويُلاحظُ إنّ المُؤَكّدَ بهاتين اللفظتين (عين ونفس) عندما يكون جمعاً، فإننا نجمع الكلمتين فنقول: سَلَّمْتْ على الأمراءِ أَنْفُسِهِم.
أما إذا كان الاسمُ المُؤكّدَ بهما مثنى، فالأفصحُ أن نجَمعَهما بعدَ المثنى كما هو الحال بعد الجمع، فنقول رجع المسافران (أنفُسُهما) ، (أعيُنُهما)
وتستعمل (كل وجميع وعامة) للدلالة على الإحاطة والشمول مثل:
نَزَلَ اللاعبون كُلُّهم إلى الملعب
إذ لو خلت الجملة من لفظة التوكيد (كُلُّهم) ووردت على هذا النحو:
نزل اللاعبون إلى الملعب. لاحتمل المعنى أن يكونَ مُعْظَمَهم قد نَزَلَ إلى الملعب.
وأنَّ بعضَهُم ربما تخلف عن النزول. ولكن وجود (كلهم) في الجملة قد ازال مثل هذا الاحتمال وكذلك الامر في قولنا:
دَاوَمتْ الطبيباتُ جميعُهن
داومت الطبيبات : فعل وفاعل
جميع : توكيد مرفوع وهو مضاف.
هن : في محل جر بالإضافة.
وَدعَوتُ الزملاءَ عامةً
الزملاء : مفعول به منصوب علامته الفتحة
عامة : توكيد منصوب.
أثنيتُ على الفائزين كلِهم
أثنى : فعل ماض مبني على السكون.
ت : في محل رفع فاعل.
على الفائزين : جار ومجرور متعلقان (أثنيت)
كل : توكيد مجرور علامته الكسرة. وهو مضاف.
هم : في محل جر بالإضافة
وتستعمل (كلا وكلتا) في التوكيد المعنوي لإزالة الاحتمال عن المثنى المذكر والمؤنث مثل:
نَجَحَ الولدان كلاهما ، نجحتْ البنتان كلتاهما
نَجَحَ الولدان كلاهما
نجح : فعل ماض مبني على الفتح
الولدان : فاعل مرفوع علامته الألف لأنه مثنى
كلا : توكيد مرفوع علامته الألف لأنه ملحق بالمثنى، وهو مضاف
هما : في محل جر بالإضافة
دققّتُ الموضوعين كليهما ، دققتُ المقالتين كلتيهما
دققتُ المقالتين كلتيهما
دققت: فعل ماض مبني على السكون ،لاتصاله بضمير المتكلم-وضمير المتكلم في محل رفع فاعل.
المقالتين: مفعول به منصوب علامته الياء-مثنى-
كلتي: توكيد منصوب علامته الياء، وهو مضافهما : ضمير مبني على السكون في محل جر بالإضافة